للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عبد البر: "والتبريك: أن يقول: تبارك الله أحسن الخالقين، اللهم بارك فيه" (١).

وقال ابن عثيمين: "بارك الله عليك" (٢). ومثلها اللهم بارك عليه، أو بارك الله فيه.

قال ابن القيم: "ومما يدفع به إصابة العين قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: "ما شاء الله" لا قوة إلا بالله"" (٣).

٢ - يجب على من عرف من نفسه ذلك أن يصرف بصره عما يهيج النفس حتى لا يتضرر أحد ويجب عليه أن يكف أذاه أو يلزم بذلك.

قال القرطبي: "من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعًا لضرره، وقد قال بعض العلماء: يأمره الإمام بلزوم بيته، وإن كان فقيرًا رزقه ما يقوم به، ويكف أذاه عن الناس، وقيل إنه ينفى، وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال، فإنه عليه السلام لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي، بل قد يكون الرجل الصالح عائنًا".

وقال ابن مفلح: "وللإمام حبس العائن، ذكره في "الترغيب"، وفي "الرعاية": من عرف بأذى الناس حتى بعينه ولم يكف حُبس حتى يموت؛ فظاهره يجب أو يستحب لما فيه من المصلحة وكف الأذى، ونفقته من بيت المال، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحبسه، وفي "الأحكام السلطانية": للوالي فعله ليدفع ضرره لا للقاضي.

قال القاضي عياض: ينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس، ويأمره بلزوم بيته، ويرزقه إن كان فقيرًا، فضرره أشد من ضرر آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي - صلى الله عليه وسلم - دخول المسجد، ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمر والعلماء بعدم الاختلاط


(١) التمهيد ٦/ ٢٤١.
(٢) القول المفيد من مجموع الفتاوى ٩/ ٨٨.
(٣) زاد المعاد ٤/ ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>