للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثيق، لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه، فإن التعظيم بالقلب: ما يتبع اعتقاد كونه عبدا رسولا، من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين" (١).

ومما هو كفر صريح نداء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعاؤه والاستغاثة به قول البرعي:

يا سيدي يا رسول الله يا أملي ... يا موئلي يا ملاذي يوم يلقاني

هبني بجاهك ما قدمت من زلل ... جودا ورجح بفضل منك ميزاني

واسمع دعائي واكشف ما يساورني ... من الخطوب ونَفِّس كل أحزاني

فأنت أقرب من ترجى عواطفه ... عندي وإن بعدت داري وأوطاني

إني دعوتك من "نيابتي برع" ... وأنت أسمع من يدعوه ذو شأن

فامنع جنابي وأكرمني وصل نسبي ... برحمة وكرامات وغفران (٢)

ومن مظاهر التعظيم الشركي تعظيم القبور والقباب والمشاهد قال الشيخ سليمان ابن عبد الله: " ... فكثير منهم إذا رأوا القباب التي يقصدونها كشفوا الرؤوس فنزلوا عن الاكوار، فإذا أتوها طافوا بها واستلموا أركانها، وتمسحوا بها، وصلوا عندها ركعتين، وحلقوا عندها الرؤوس ووقفوا باكين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم، وهذا هو الحج، وكثير منهم يسجدون لها إذا رأوها، ويعفرون وجوههم في التراب تعظيما لها، وخضوعا لمن فيها، فإن كان للإنسان منهم حاجة من شفاء مريض أو غير ذلك، نادى صاحب القبر، يا سيدي فلان جئتك قاصدًا من مكان بعيد، لا تخيبني، وكذلك إذا قحط المطر، أو عقرت المرأة عن الولد، أو دهمهم عدو أو جراد، فزعوا إلى صاحب القبر، وبكوا عنده فإن جرى المقدور بحصول شيء مما يريدون،


(١) تيسير العزيز الحميد ٣١٥.
(٢) تيسير العزيز الحميد ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>