للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلان، أو بحرمته، أو أتوسل إليك باللوح والقلم، وغير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم كل هذه الأمور من البدع المحدثة المنكرة (١).

الحالة الثالثة: أن يظن أن الدعاء عند القبور مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد القبر لذلك فإن هذا من المنكرات إجماعا ولم نعلم في ذلك نزاعا بين أئمة الدين. وهذا أمر لم يشرعه الله، ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة، ولا التابعين ولا أئمة المسلمين، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أجدبوا مرات ودهمتهم نوائب ولم يجيئوا عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل خرج عمر بالعباس فاستسقى بدعائه وقد كان السلف ينهون عن الدعاء عند القبور (٢).

الحالة الرابعة: أن تطلب من الميت أن يدعو لك (٣). ومثاله أن يقال للميت من الأنبياء أو الصالحين: ادع الله لي، أو سله لي، أو ما شابه ذلك.

قال الإمام ابن تيمية رَحِمَه الله: "وإذا لم يشرع دعاء الملائكة لم يشرع دعاء من مات من الأنبياء والصالحين ولا أن نطلب منهم الدعاء والشفاعة وإن كانوا يدعون ويشفعون لوجهين:

أحدهما: أن ما أمرهم الله به من ذلك هم يفعلونه وإن لم يطلب منهم وما لم يؤمروا به لا يفعلونه ولو طلب منهم فلا فائدة في الطلب منهم.

الثاني: أن دعاءهم وطلب الشفاعة منهم في هذه الحال يفضى إلى الشرك بهم


(١) انظر صيانة الإنسان ص ٢٠٤.
(٢) انظر للاستزادة الرد على البكري ص ٥٧، أحكام الجنائز للألباني ص ١٩٤، إغاثة اللهفان ص ٢١٧، صيانة الإنسان ص ٢٠٤ - ٢٠٥.
(٣) انظر هذه المسألة في كتاب فتوى في زيارة القبور لابن تيمية ص ١٨. شفاء الصدور ص ١٢٥ - ١٢٦. ومجموع الفتاوى ٢٧/ ٧٦، وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص ٢٩١، وصيانة الإنسان ص ١٨٦، ٢٠٦، ٢٣٨، ٢٩٠.كشف ما ألقاه إبليس ص ٢١٣،١٣١ مصباح الظلام ص ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>