للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

فمتى قرن الإسلام والإيمان كان المراد بالإسلام الأعمال الظاهرة والمراد بالإيمان ما يكون في القلب من التصديق وعمل القلب، وهذا يدل عليه حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا". قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فأخبرني عن الإيمان قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت ... الحديث (١).

وإن ذكر أحدهما شمل الآخر. وهو ما يدل عليه حديث وفد عبد القيس حيث فسر الإيمان بما فسر به الإسلام في حديث جبريل حيث قال - صلى الله عليه وسلم - لهم: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ... " الحديث (٢).

وقال ابن سعدي: "اعلم أن الإيمان الذي هو تصديق القلب التام بهذه الأصول وإقراره المتضمن لأعمال القلوب والجوارح وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها، فهي من الإيمان وأثر من آثاره.

فحيث أطلق الإيمان دخل فيه ما ذكر، وكذلك الإسلام إذا أطلق دخل فيه الإيمان، فإذا قرن بينهما كان الإيمان اسما لما في القلب من الإقرار والتصديق والإسلام اسمًا للأعمال الظاهرة" (٣).


(١) أخرجه مسلم (٨) (٩).
(٢) أخرجه البخاري (٥٣) ومسلم (١٧).
(٣) تفسير السعدي ١/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>