للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحال لا يفلحون أبدًا، بل يخسرون في دينهم ودنياهم وأخراهم" (١).

ومن وجه آخر يُردُّ عليهم بأن قول الله عزَّ وجلَّ: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} يشعر بأنهم ذو جهل وضلال، وأما الحظر فقد جاء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين لعن اليهود والنصارى لاتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد.

وقال ابن رجب في شرح حديث: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد": "وقد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث، وهو قول الله عزَّ وجلَّ في قصة أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل اللهَ على رسله من الهدى" (٢).

وقال ابن كثير: "حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين:

أحدهما: أنهم المسلمون منهم.

والثاني: أهل الشرك منهم، فالله أعلم. والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. يحذر ما فعلوا" ... " (٣).

وقال السيوطي: "وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي .. فقال الملك: "لأتخذن عِنْدَ هؤلاء القوم الصالحين مسجدًا .. "، وقال: وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص ٤٢٣.
(٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب ٢/ ٣٩٧.
(٣) تفسير ابن كثير ٣/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>