للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حزام أن رجلا قال: يا رسول الله أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء؟ فقال: "إن الله لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بكفيه فقال: هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار"" (١).

فهناك تقديرات أخرى نسبية وكلها ترجع إلى علم الله تعالى الشامل لكل شيء.

ثانيًا: لتقدير العمري: كما جاء في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَنَّةِ إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَل أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَل بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ" (٢).

قال الشيخ ابن عثيمين: "منها: تقدير عمري: حين يبلغ الجنين في بطن أمه أربعة أشهر يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد" (٣).

ثالثًا: التقدير الحولي: قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦)} [الدخان: ٣ - ٦].

قال ابن القيم: "وهذه ليلة القدر قطعًا، لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}


(١) شفاء العليل ١/ ١٠.
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٠٨) (٣٣٣٢) (٦٥٩٤) (٧٤٥٤)، ومسلم (٢٦٤٣).
(٣) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١/ ٩٩٢، ٩٩٣. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ٣/ ١٦٦. وقد ذكره ابن القيم في شفاء العليل ١/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>