للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعالى باستحقاق العبادةِ وحده؛ لأنَّه المنفردُ بهذه الأفعالِ والصفاتِ.

فالإلهُ: هو المعبودُ المطاعُ الذي تألههُ القلوب، أي: تتجهُ لهُ وتقصدُه وتخضعُ له وتتعلقُ به خشيةً وإنابةً ومحبةً وخوفًا وتوكلًا عليه وإخلاصًا تبارك وتعالى.

قال ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين" (١).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله تعالى -: "وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تألُّه القلب لله بالحب والخضوع والانقياد له وحده لا شريك له، فيجب إفرادُ الله تعالى بها، كالدعاءِ والخوفِ المحبةِ، والتوكلِ والإنابةِ، والتوبةِ، والذبحِ، والنذرِ، والسجودِ، وجميعِ أنواعِ العبادةِ فيجب صرف جميع ذلك لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئًا مما لا يصلح إلا لله من العباداتِ لغيرِ لله، فهُوَ مُشرِكٌ ولو نطق بـ "لا إله إلا الله"، إذ يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص" (٢).

فـ "لا إله إلا الله" معناها: لا معبود حقٌّ إلا الله، وغير الله إن عبد فباطل (٣).

* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج:٦٢] وقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:١٩]، وقال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:٥٤] وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران ١٨]، وقال الله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:٣،٢]، وقال تعالى:


(١) أخرجه ابن جرير في جامع البيان ١/ ٢٢ وابن أبي حاتم انظر الدر المنثور ١/ ٢٣.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٧٥.
(٣) انظر للاستزادة فتح المجيد ص ٦٥ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>