للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء (١) وقد ذكره مسلم عن جابر بن عبد الله راوي الحديث، فتعين اعتماده" (٢).

قال في الفتح: "فعلى هذا، فالمراد بنفي الصفر ما كانوا يعتقدونه فيه (٣) من العدوى. ورجح الطبري هذا القول واستشهد له بقول الأعشى:

وَلا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ

والشُرسوف بضم المعجمة وسكون الراء ثم مهملة ثم فاء: الضلع. والصفر: دود يكون في الجوف، فربما عض الضلع أو الكبد فقتل صاحبه. وقيل: المرد بالصفر: الحية، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن من أصابه قتله، فرد الشارع ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل. وقد جاء هذا التفسير عن جابر، وهو أحد رواة حديث: "لا صفر"، قاله الطبري" (٤).

ثانيًا: قيل: "المراد تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر، وهو النسيء الذي كانوا يفعلونه، وبهذا قال مالك وأبو عبيدة". ذكر ذلك النووي - رحمه الله تعالى - (٥).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "كانوا في الجاهلية ينسئون، فإذا أراوا القتال في شهر المحرم استحلوه وأخروا الحرمة إلى شهر صفر، وهذه النسيئة التي ذكرها الله بقوله تعالى: {فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة: ٣٧] وهذا القول ضعيف، يضعفه أن الحديث في سياق التطير، وليس في سياق التغيير" (٦).

ثالثًا: قيل: "إن صفر هو شهر صفر" ذكره في عون المعبود وقال: "المُرَاد الشَّهْر


(١) منهم (سفيان بن عيينة وأحمد والبخاري وابن جرير) تيسير العزيز الحميد ٤٣٩.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ١٣/ ٢١٤، ٢١٥ باب: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.
(٣) قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "فعلى هذا: المراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى، ويكون عطفه على العدوى من عطف الخاص على العام" تيسير العزيز الحميد ٤٣٩
(٤) فتح الباري ١٠/ ١٥٨.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم ١٣/ ٢١٤، ٢١٥ باب: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.
(٦) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٩/ ٥٦٤، وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>