للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَتَبْقَى هَذه الأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا أَوْ مُنَافِقُوهَا" (١).

وروى مسلم في صحيحه من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي وَلا بآبَائِكُمْ" (٢)، والمراد بالطواغي: الطواغيت. كما جاء مصرحا بها في رواية عند النسائي: "لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلا بِالطَّوَاغِيتِ" (٣).

وروى أحمد عن ميمونة بنت كردم قالت: "كنت ردف أبي فسمعته يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني نذرت أن أنحر ببوانة فقال: "أبها وثن أم طاغية " فقال: لا، قال: "أوفِ بنذرك"" (٤).

أما حكم الطاغوت فالكفر به أحد ركني الشهادة فلا يكفي الإتيان بالشهادة إلا بالكفر بالطاغوت - فلا إله إلا الله - نفي وإثبات وما تنفيه "لا إله إلا الله"، هو عبادة الطاغوت وهو الشرك.

قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: "اعلم - رحمك الله - أن أول ما فرض الله على ابن آدم: الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله، والدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

فأما صفة الكفر بالطاغوت: فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفِّر أهلها، وتعاديهم.

وأما معنى الإيمان بالله: فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبوده وحده دون من سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتحب أهل الإخلاص، وتواليهم، وتبغض أهل الشرك، وتعاديهم؛ وهذه ملة إبراهيم التي


(١) أخرجه البخاري (٧٤٣٧).
(٢) أخرجه مسلم (١٦٤٨).
(٣) أخرجه النسائي (٣٨٠٥).
(٤) المسند (٢٧٦٠٦) ٦/ ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>