للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا فطبع الله على قلبه، وآثر الدنيا على الدين لم يعذره الله بالجهالة" (١).

* وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل يعذر المسلم إذا فعل شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا؟

فأجاب بقوله: "الأمور قسمان:

* قسم يعذر فيه بالجهل، وقسم لا يعذر فيه بالجهل. فإذا كان من أتى ذلك بين المسلمين، وأتى الشرك بالله، وعبد غير الله، فإنه لا يعذر لأنه مقصر لم يسأل، ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار أو أحجار أو أصنام، لإعراضه وغفلته عن دينه، كما قال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف: ٣]، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه لأنها ماتت في الجاهلية لم يؤذن له ليستغفر لها؛ لأنها ماتت على دين قومها عباد الأوثان، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قال لشخص سأله عن أبيه، قال: "هو في النار" فلما رأى ما وجهه قال: "إن أبي وأباك في النار"؛ لأنه مات على الشرك بالله، وعلى عبادة غيره سبحانه وتعالى، فكيف بالذي بين المسلمين وهو يعبد البدوي، أو يعبد الحسين، أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو يعبد الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو يعبد عليًا، أو يعبد غيرهم؟!.

فهؤلاء وأشباههم لا يعذرون من باب أولى؛ لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين، والقرآن بين أيديهم، وهكذا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موجودة بينهم، ولكنهم عن ذلك معرضون" (٢).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "هذه المسألة" تحتاج إلى تفصيل:

فنقول: الجهل نوعان:


(١) مجموع الفتاوى والرسائل والأجوبة ص ١٣٦. ط. التراث.
(٢) مجموع فتاوى ابن باز ٥٢٨، ٥٢٩. وانظر فتوى مماثلة للشيخ أيضًا في كتاب تحفة الإخوان ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>