للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر بقية الحديث" (١).

وقال رحمه الله في معرض كلامه عن التكفير: "فيختلف بحسب اختلاف حال الشخص، فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافرًا بل ولا فاسقًا بل ولا عاصيًا" (٢).

وقال رحمه الله: "وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكا فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئًا يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته وإذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له لا يجب أن يدخل فيها المتأول والقانت وذو الحسنات الماحية والمغفور له وغير ذلك. فهذا أولى بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجيًا وقد لا يكون ناجيًا كما يقال: من صمت نجا" (٣).

وقال ابن القيم: "إن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان، وفي بقعة وناحية دون أخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب، ولم يحضر ترجمان يترجم له" (٤).

وقد بين ابن قدامة في المغني: "أن من كان جاحدًا لوجوب الصلاة، نظر فيه، فإن كان جاهلًا به، وهو ممن يجهل ذلك، كالحديث الإسلام، والناشئ ببادية، عرف وجوبها، وعلم ذلك، ولم يحكم بكفره، لأنه معذور" (٥).


(١) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٠٧، ١٣/ ٦٤، ٣٥.
(٢) مجموع الفتاوى ٣٥/ ١٦٥.
(٣) مجموع الفتاوى ٣/ ١٧٩.
(٤) طريق الهجرتين ٤١٤.
(٥) المغني ٢/ ١٥٦ - ٨/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>