للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لله ورسوله، والإرضاء لله ورسوله قال تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢]. والإيتاء لله ورسوله قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [التوبة: ٥٩] " (١).

فحقيقة العبودية تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فلا يكتفي بالحب وحده بل يقرن بحبه غاية الذل له.

وفي التيسير: "قال القرطبي: "أصل العبادة: التذلل والخضوع، وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات، لأنهم يلتزمونها ويفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى". قال ابن كثير هي: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف" (٢).

وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "العبادة روحها وحقيقتها تحقيق الحب والخضوع لله فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة، فإن حقيقتها الذل والانكسار لله ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها" (٣).

وقال: "العبادة والعبودية لله: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد وأعمال القلوب وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال والتروك فهو عبادة: ولهذا كان تارك المعصية لله متعبدا متقربا إلى ربه بذلك" (٤).

وقال ابن عثيمين: "العبادة: بمفهومها العام هي التذلل لله محبة وتعظيما بفعل


(١) العبودية ص ٦.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٤٦، ٤٧. وانظر: كتاب النبوات لابن تيمية ص ٨٨. والجواب الصحيح ٦/ ٣١.
(٣) الحق الواضح المبين ٥٩، ٦٠.
(٤) الخلاصة ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>