للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية (١) رحمه الله" (٢).

وقد تقدم تفصيل الكلام عن معنى العيد في باب اتخاذ القبور عيدًا. والكلام هنا يتعلق بالأعياد الزمانية كما يتعلق بمشابهة الكفار في أعيادهم وأثر ذلك في الولاء والبراء فمعلوم أن أعياد المسلمين هي عيد الفطر، وعيد الأضحى فهذان عيدا السنة أما عيد الأسبوع فيوم الجمعة ولا يشرع مشابهة الكفار في أعيادهم أو ابتداع أعياد أخرى للمسلمين غير ما شرعه الله لهم قال ابن رجب رحمه الله: "وأصل هذا أنه لا يشرع أن يتخذ المسلمون عيدا إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيدا وهو يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق وهي أعياد، ويوم الجمعة وهو عيد الأسبوع وما عدا ذلك فاتخاذه عيدا وموسما بدعة لا أصل له في الشريعة" (٣).

* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى في ذكر صفات عباد الله المؤمنين: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢)} [الفرقان: ٧٢]. فقد فسرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس - رضي الله عنه -: بأن الزور هو أعياد الكفار (٤).

* الدليل من السنة: ثبت عَنْ أَنَس بن مالك - رضي الله عنه - قَالَ قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: "مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ " قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى


(١) انظر: الاقتضاء ١/ ٥١٤.
(٢) فتاوى اللجنة الدائمة رقم البيان ٢١٠٤٩ في ١٢/ ٨/ ١٤٢٥ هـ برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
(٣) لطائف المعارف ١٢٣.
(٤) تفسير ابن كثير ٣/ ٣٢٨، ٣٢٩، وتفسير البغوي ٣/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>