للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليها بشيء، وقد بيَّن ذلك أهل العلم وحذروا منها.

قال الحافظ أبو شامة: "قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح، فتحفظوا عباد الله من مفترٍ يروي لكم حديثًا [موضوعًا] يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإذا صح أنه كذب خرج من المشروعية وكان مستعمله من خدم الشيطان، لاستعماله حديثًا على رسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل الله به من سلطان. ثم قال: ومما أحدثه المبتدعون، وخرجوا به عما وسمه المتشرعون، وجروا فيه على سنن المجوس، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا: الوقيد ليلة النصف من شعبان، ولم يصح فيها شيء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نطق بالصلاة فيها" (١).

وقال الشيخ علي محفوظ في معرض كلامه عما يقع من الناس في يوم عاشوراء: "فمن ذلك اعتبارهم له عيدًا كالأعياد المرسومة للمسلمين بالتوسعة واتخاذ الأطعمة الخاصة به: وهذا من تلبيس الشيطان على العامة، فقد ثبت أن يهود خيبر هم الذين اتخذوه عيدًا وكانت تصومه" (٢).

وقال رحمه الله أيضًا في المواسم التي نسبوها للشرع وليست منه: "منها: ليلة الثاني عشر من ربيع الأول يجتمع لها الناس في المساجد وغيرها فيهتكون حرمة بيوت الله تعالى، وشرفون في الوقود فيها، ويرفع القرّاء أصواتهم بقصائد الغناء التي تثير شهوة الشبان إلى الفسق والفجور، فتراهم عند ذلك يصيحون بأصوات منكرة ويحدثون في المساجد ضجة فظيعة ... ومنها ليلة المعراج التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها، وقد تفنن أهل هذا الزمان بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروبًا كثيرة كالاجتماع في المساجد،


(١) الباعث على إنكار البدع والحوادث ص ٥٢.
(٢) الإبداع في مضار الابتداع ص ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>