للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن العبادات كذلك عبادة القلب التي تصحب القبوريين حال الزيارة من خوف وخشية ورغبة ورهبة وإذعان وخشوع حتى إن أحدهم ليوجل هناك ويخشع أشد من خشوعه أمام ربه، ومما يصاحب ذلك من اعتقادات فاسدة: اعتقادهم في كثير من أضرحة الأولياء اختصاصات كاختصاصات الأطباء، فمنهم من ينفع في مرض العيون، ومنهم من يشفي من مرض الحمى (١). حتى قال بعضهم: قبر معروف الترياق المجرب.

ومن المظاهر الشركية اعتقاد بعضهم أن القبر الصالح إذا كان في قرية: أنهم ببركته يرزقون وينصرون، ويقولون: أنه حضر البلد، كما يقولون: السيدة نفيسة خفيرة القاهرة، والشيخ رسلان خفير دمشق، وفلان وفلان خفراء بغداد وغيرها (٢).

وكذلك تقديس ما حول القبر من شجر وحجر، واعتقاد أن من قطع شيئًا من ذلك يصاب بأذى (٣)، فهذه كلها داخلة في أعمال القلوب التي يجب صرفها لله وحده ولا يشرك معه غيره لا يشرك معه قبر أو صنم أو وثن كما يجب الاعتقاد الجازم بأن البركة من الله وحده والنماء والزيادة والعافية منه سبحانه، لا يدفع الضر والبلاء إلا هو، ولم يشرع اتخاذ القبور أسبابًا لعبادته بل حذر منها ولعن فاعليها، نعوذ بالله من الشرك كله دقه وجله، وصغيره وكبيره. وهذه أمثلة فقط في أنواع العبادات التي يجب على العبد صرفها لله وحده رزقنا الله الإخلاص في التوحيد والديمومة عليه والثبات على ذلك حتى نلقاه غير مبدلين ولا مبتدعين.


(١) للاستزادة انظر: الرد على البكري ص ٢٣٢ - ٢٣٣، أحكام الجنائز للألباني ص ٢٦١ رقم ١٦٧، معجم البدع ص ١٥.
(٢) الرد على الأخنائي ص ٨٢، أحكام الجنائز للألباني ص ٢٦١ رقم ١٦٦.
(٣) أحكام الجنائز للألباني ص ٢٦١ رقم ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>