للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زنيم وهو أحد قواده في العراق، وأنه محصور من عدوه، فوجهه إلى الجبل، وقال له: يا سارية! الجبل! فسمع سارية صوت عمر، وانحاز إلى الجبل، وتحصن به (١).

هذه من أمور المكاشفات؛ لأنه أمر واقع، لكنه بعيد.

أما القدرة والتأثيرات؛ فمثل ما وقع لمريم من هزها لجذع النخل وتساقط الرطب عليها. ومثل ما وقع للذي عنده علم من الكتاب؛ حيث قال لسليمان: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ... ثم ذكر قول شيخ الإسلام في كتاب الفرقان حين قال: "وهذا باب واسع، قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع، وأما ما نعرفه نحن عيانا ونعرفه في هذا الزمان؛ فكثير"" (٢).

وهناك أنواع تتعلق بالكشف والكرامة أهمها:

١ - الإلهام وهو معنى يُلقى في القلب أو شيء يلقى في القلب تطمئن له النفس، وينشرح له الصدر (٣).

وهذا الشيء الذي يُلقى في القلب يحتاج أن يعرضه صاحبه على ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الإمام ابن تيمية: "ولهذا لما كان ولي الله يجوز أن يغلط لم يجب على الناس الإيمان بجميع ما يقوله من هو ولي لله لئلا يكون نبيًا؛ بل ولا يجوز لولي الله أن يعتمد على ما يلقى إليه في قلبه إلا أن يكون موافقًا للشرع، وعلى ما يقع له مما يراه إلهامًا ومحادثة وخطابا من الحق؛ بل يجب عليه أن يعرض ذلك جميعه على ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن وافقه قبله وإن خالفه لم يقبله وإن يعلم أموافق هو أم


(١) هذه الكرامة لعمر - رضي الله عنه - جرت حقيقة ولا عبرة لمن قال إنها جرت أحلاما ومنامات فهذا تعسف وتحريف بل جرى ذلك يقظة على الحقيقة وقد أخرج قصة سارية البيهقي وأبو نعيم والخطيب عن ابن عمر وقال ابن حجر في الإصابة: إسناده حسن نقلا عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١١٧ وانظر القصة في البداية والنهاية ٧/ ١٣١.
(٢) شرح الواسطية في مجموع فتاوى ابن عثيمين ٨/ ٦٣١، ٦٣٢.
(٣) انظر: التعريفات للجرجاني، موسوعة مصطلحات أهل الفقه ١/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>