للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته وما يستحق من التعظيم وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة، وإنما المراد باليقين هاهنا الموت كما قدمنا" (١).

قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ: "من اعتقد أن أحدًا من أولياء الله يكون مع محمد - صلى الله عليه وسلم - كما كان الخضر مع موسى عليه السلام، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ... ومن اعتقد أنه يسوغ لأحد الخروج عن شريعته وطاعته فهو كافر يجب قتله" (٢).

وقال رحمه الله: "ومن اعتقد أن لله رجالًا خواصًا لا يحتاجون إلى متابعة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل استغنوا عنه كما استغنى الخضر عن موسى ... فهو كافر مرتد عن الإسلام باتفاق أئمة الإسلام" (٣).

وقال: "ومن ادَّعى أن له طريقًا إلى الله يوصله إلى رضوان الله وكرامته وثوابه غير الشريعة التي بعث بها رسوله، فإنه كافر يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه" (٤).

قال ابن القيم: "ومن ظن أن يستغني عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يلقى في قلبه من الخواطر والهواجس فهو من أعظم الناس كفرًا، وكذلك إن ظن أنه يكتفي بهذا تارة وهذا تارة، فما يلقى في القلوب لا عبرة به ولا التفات إليه إن لم يعرض على ما جاء به الرسول ويشهد له بالموافقة وإلا فهو من إلقاء النفس والشيطان" (٥).

قال في الإقناع: "ومن اعتقد أن لأحد طريقًا إلى الله من غير متابعة محمد - صلى الله عليه وسلم - أو لا يجب عليه اتباعه، أو أن له أو لغيره خروجًا عن اتباعه - صلى الله عليه وسلم - وأخذ ما بعث به، أو


(١) تفسير ابن كثير ٢/ ٥٦٠.
(٢) مجموع الفتاوى ٣/ ٤٢٢، وانظر ٢٧/ ٥٩، ٤/ ٣١٨.
(٣) المصدر السابق ١٠/ ٤٣٤، ٤٣٥ باختصار.
(٤) المصدر السابق ١١/ ٦٠٧ وانظر ٣/ ٤٢٢، ٢٤/ ٣٣٩، ٢٧/ ٥٩.
(٥) إغاثة اللهفان ١/ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>