للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} [فصلت:٥٠].

وفي قوله تعالى: {هَذَا لِي} قال مجاهد: "أي بعملي، وأنا محقوق بهذا" (١).

وقال ابن جرير: {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} عند الله، لأن الله راض عني برضاه عملي، وما أنا عليه مقيم" (٢).

وقوله: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: ٧٨] قال ابن كثير: "يقول تبارك وتعالى مخبرًا عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله وينيب إليه ويدعوه، وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى، وقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} أي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له، ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا. قال قتادة: على علم عندي على خير عندي" (٣).

وفي تأويل قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:٤٩]. قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره فإذا أصاب الإنسان بؤس وشدة دعانا مستغيثا بنا من جهة ما أصابه من الضر {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا} يقول ثم إذا أعطيناه فرجًا مما كان فيه من الضر بأن أبدلناه بالضر رخاء وسعة وبالسقم صحة وعافية فقال إنما أعطيت الذي أعطيت من الرخاء والسعة في المعيشة والصحة في البدن والعافية على علم عندي يعني على علم من الله بأني له أهل لشرفي ورضاه بعملي عندي يعني فيما


(١) تفسير ابن جرير الطبري ٢٥/ ٣.
(٢) تفسير ابن جرير الطبري ٢٥/ ٣.
(٣) تفسير ابن كثير ٤/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>