للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخطابي: "الكهان فيما علم بشهادة الامتحان: قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة، وطبائع نارية، فهم يفزعون إلى الجن في أمورهم، ويستفتونهم في الحوادث، فيلقون إليهم الكلمات" (١).

وقال بعضهم: إن الكاهن اسم للعراف (٢).

وقيل إن العراف أشمل لأنه يطلق على المنجم والحازي كما ذكره ابن الأثير (٣).

قال ابن تيمية: "والعراف قد قيل إنه اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في تقدم المعرفة بهذه الطرق" (٤).

فالعراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقها ومعرفة مكان الضالة، وتتهم المرأة بالزنى فيقول من صاحبها (٥) وهذا كله في معرفة أمور سبقت في الماضي ويسمى كاهنا لأنه يدعي معرفة الغيب الآتي.

وبعض العلماء يجعل الكاهن مكان العراف ويجعل هذا تعريفًا للآخر كما قال الراغب الأصفهاني في كتاب المفردات: "الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن، والعراف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك" (٦).

وقال رَحِمَه الله في موضع آخر: "والعراف كالكاهن إلا أن العراف يختص بمن يخبر بالأحوال المستقبلة والكاهن بمن يخبر عن الأحوال الماضية" (٧)


(١) نقله الحافظ في الفتح ١٠/ ٢١٧. وانظر: تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٩.
(٢) مجموع الفتاوى ٣٥/ ١٧٣، ١٩٣، حاشية ابن عابدين ٤/ ٤٤٢.
(٣) النهاية (ع ر ف).
(٤) مجموع الفتاوى ٣٥/ ١٧٣.
(٥) شرح السنة للبغوي ١٢/ ١٨٢.
(٦) المفردات في غريب القرآن (ك هـ ن).
(٧) المفردات في غريب القرآن (ع ر ف).

<<  <  ج: ص:  >  >>