للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثالث: قوله تعالى: {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ} أي نور الإيمان والهدى {إِلَى الظُّلُمَاتِ} أي ظلمات الكفر والضلالة.

وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [النساء:١١٩] وهذا وجه رابع.

والخامس: تسميته طاغوتًا في قوله عزَّ وجلَّ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:٦٠] نزلت في المتحاكمين إلى كاهن جهينة.

وقوله: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} أي بالطاغوت وهذا وجه سادس.

والسابع: أن مَنْ هداه الله للإيمان من الكهان كسواد بن قارب - رضي الله عنه - لم يأته رئيه بعد أن دخل في الإسلام، فدلّ أنه لم يتنزل عليه في الجاهلية إلا لكفره وتوليه إياه، حتى إنه - رضي الله عنه - كان يغضب إذا سُئل عنه حتى قال له عمر - رضي الله عنه -: كنا فيه من عبادة الأوثان أعظم.

الثامن - وهو أعظمها -: تشبهه بالله عزَّ وجلَّ في صفاته ومنازعته تعالى في ربوبيته، فإن علم الغيب من صفات الربوبية التي استأثر الله تعالى بها دون من سواه فلا سميَّ له ولا مضاهي ولا مشارك {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُو} [الأنعام: ٥٩]، {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل ٦٥]، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن:٢٦ - ٢٧]، {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} [الطور: ٤١]، {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} [النجم: ٣٥] ولسان حال الكاهن وقالِه يقول: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>