* أما المذموم فأن يقع منه أو عليه أمر لا يحبه فيقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا فهذا من عمل الشيطان لأن فيه محذورين:
أحدهما: أنها تفتح عليه باب الندم والسخط والحزن الذي ينبغي له إغلاقه وليس فيها نفع.
الثاني: أن في ذلك سوء أدب على الندم وعلى قدره فإن الأمور كلها والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره، وما وقع من الأمور فلابد من وقوعه، ولا يمكن رده، فكأن في قوله: لو كان كذا، أو لو فعلت كذا كان كذا نوعٌ اعتراضٍ ونوعُ ضعف إيمان بقضاء الله وقدره.
ولا ريب أن هذين الأمرين المحذورين لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد إلا بتركهما.
* أما المحمود من ذلك فأن يقولها العبد تمنيا للخير كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأهللت بالعمرة".
وقوله في الرجل المتمني للخير:"لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل ما عمل فلان"، "ولو صبر أخي موسى لقص الله علينا من نبأهما" أي قصته مع الخضر.
وكما أن "لو" إذا قالها متمنيًا للخير فهو محمود، فإذا قالها متمنيًا للشر فهو مذموم. فاستعمال "لو" تكون بحسب الحال الحامل عليها. إن حمل عليها الضجر والحزن وضعف الإيمان بالقضاء والقدر أو تمني الشر كان مذموما. وإن حمل عليها الخير والإرشاد والتعليم كان محمودًا" (١).
وقال الشيخ ابن عثيمين: ""لو" تستعمل على عدة أوجه:
الوجه الأول: أن تستعمل في الاعتراض على الشرع. وهذا محرم قال الله تعالى: