للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ٩٧].

قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنًا من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه مرتكب حرامًا بالإجماع" (١).

* الدليل من السنة: عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله، بايعني واشترط، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين" (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَقْبَلُ الله عز وجل مِنْ مُشْرِكٍ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا أَوْ يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ" (٣).

وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - مرفوعًا: "أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: "لا قراءى نارهما" (٤).

قال الخطابي: "في قوله "لا تراءى نارهما" ثلاثة أوجه:

أحدهما: معناه لا يستوي حكماهما، قاله بعض أهل العلم.

وقال بعضهم: معناه أن الله قد فرق بين داري الإسلام والكفر، فلا يجوز لمسلم أن يساكن الكفار في بلادهم حتى إذا أوقدوا نارًا كان منهم بحيث يراها.

وفيه وجه ثالث ذكره بعض أهل اللغة قال: معناه لا يتسم بسمة المشرك ولا


(١) تفسير ابن كثير ١/ ٥١٤.
(٢) رواه النسائي.
(٣) أخرجه النسائي (٢٥٦٩)، وابن ماجه (٢٥٣٦)، وأحمد (٢٠٢٩٩).
(٤) أخرجه أبو داود (٢٦٤٥) والترمذي (١٦٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>