للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأتلف بطل السحر (١).

٤ - قال ابن مفلح: "ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه، التوجُّهُ إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكل القلب والاعتماد عليه، والتعوذ والدعاء، وهذا هو السبب الذي لم يَصِحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه استعمل شيئًا قبلَه، قد يقال: لم يصح أنه استعمل شيئا غيره، وهو الغاية القصوى، والنهاية العظمى. ولهذا في الخبر أنه لم يخرجه، وإنما دفنه لئلا يفضي ذلك إلى مفسدة وانتشارها، لا لتوقف الشفاء والعافية عليه، وهذا واضح - إن شاء الله - " (٢).

وفي الفتح: "قال ابن القيم: من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النُّشْرَة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة، فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورًا بذكره، وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له.

قال: وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة، لهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال، لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها أهـ ملخصا وتعقب ابن حجر ابن القيم فقال رحمه الله ويعكر عليه حديث الباب وجواز السحر على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عظيم مقامه وصدق توجهه وملازمة ورده، ولكن يمكن الجواب عن ذلك بأن ذكره محمول على الغالب، وأن ما وقع به - صلى الله عليه وسلم - لبيان تجويز ذلك ... والله أعلم" (٣).


(١) مجموع فتاوى ابن باز ص ٦٨٦.
(٢) الآداب الشرعية لابن مفلح ٣/ ٨٦.
(٣) الفتح ١٠/ ٢٣٢، ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>