للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي اللسان: "قال: ابن الأعرابي: "قُصعةُ اليربوع أن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها، ويسمى ذلك التراب الدَّامَّاء، ثم يحفر حفرًا آخر يقال له النافقاء والنفقة والنفق فلا ينفذها، ولكنه يحفرها حتى ترقّ، فإذا أُخِذ عليه بقاصعائه عدا إلى النافقاء فضربها برأسه ومرق منها" وتراب النَّفَقَة يقال له الراهِطَاء .. وقال أبو عبيد: "سمي المنافقُ منافقًا للنفق وهو السَّرَب في الأرض، وقيل: إنما منافقًا لأنه نافق كاليربوع وهو دخوله نافقاءه ... فهو يدخل في النافقاء ويخرج من القاصعاء، أو يدخل في القاصعاء ويخرج من النافقاء، فيقال هكذا يفعل المنافق، يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه، والنفاق: الدخول في الإسلام من وجه والخروج عنه من آخر، مشتق من نافقاء اليربوع إسلامية وقد نافق منافقة ونفاقًا" (١).

والنفاق شرعًا: ما أجاب به الصحابي حذيفة - رضي الله عنه - حيث سئل ما النفاق فقال: "الذي يصف الإسلام ولا يعمل به" (٢).

قال ابن جريج: "المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه" (٣).

قال ابن الأثير: "قد تكرر في الحديث ذكر النفاق وما تصرف منه اسما وفعلا وهو اسم إسلامي، لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به والذي يستر كفره ويظهر إيمانه وإن كان أصله في اللغة معروفًا" (٤).

الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ


(١) لسان العرب (ن ف ق).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٤٨٤ رقم ٣٧٤١٥، الحلية ١/ ٢٨٢، تعظيم قدر الصلاة ٢/ ٦٣١، صفة المنافق للفريابي ص ٦٦.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٤٧.
(٤) النهاية (ن ف ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>