بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: ٥٠]، وقال تعالى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[ص: ٢٦] وقال عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به". وقال أبو أمامة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما عُبد تحت السماء إله أبغض إلى الله من الهوى". وقال شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله"، وقال عليه السلام:"إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوىً متبعًا، ودنيًا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة". وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فالمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، والمنجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب". وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: "إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله وعلمه فإن كان عمله تبعًا لهواه فيومه يوم سوء وإن كان عمله تبعًا لعلمه فيومه يوم صالح"" (١).
وقال شيخ الإسلام: "ومما يتعلق بالثلاث المهلكات والمنجيات التي ذكر أنه عند المهلكات عليك بخويصة نفسك أنه قال: شح مطاع، وهوى متبع، فجعل هذا مطاعًا وهذا متبعًا، وهذا والله أعلم؛ لأن الهوى هوى النفس، وهو محبتها للشيء وشهوتها له سواء أريد به المصدر أو المفعول فصاحب الهوى يأمره هواه ويدعوه فيتبعه كما تتبع حركات الجوارح إرادة القلب، ولهذا قال الله تعالى:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا}[المائدة: ٧٧]، وقال:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}[القصص: ٥٠] وهذا يعم الهوى في الدين كالنصارى وأهل البدع في المقال والقدر كما كان السلف يسمونهم أهل الأهواء من الرافضة والخوارج، وهذا الهوى موجود في كثير من الفقراء والفقهاء