للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التولي، فمن تولاهم مطلقا فهو كافر إن أظهر ذلك، ومنافق إن أخفاه، وهي محبتهم بالقلب، وينشأ عنها النُصرة والمساعدة بالمال أو بالسلاح أو بالرأي.

قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} أي: "من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم فإنه لا يتولك متول أحدًا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه" (١).

وقال ابن الجوزي في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}: "فيه قولان:

أحدهما: من يتولهم في الدين فإنه منهم في الكفر.

والثاني: من يتولهم في العهد فإنه منهم في مخالفة الأمره" (٢).

ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عن هذه المسألة:

"وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: ٢٢]. وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: ٥٧]. فقد فسرته السنة وقيدته بالموالاة المطلقة العامة" (٣).

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره، عند قوله سبحانه: " {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} - قال: ويفهم من ظواهر الآيات أن من تولى الكفار عامدًا اختيارًا، رغبة فيهم أنه كافر مثلهم" (٤).


(١) تفسير الطبري ٦/ ١٦٠.
(٢) زاد المسير ٢/ ٣٧٨.
(٣) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ٣/ ٧، الدرر السنية ١/ ٤٧٤.
(٤) أضواء البيان ٢/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>