للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال رحمه الله: "والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع:

أحدها: أن يسمي الأصنام بها، كتسميتهم اللات: من الإله، والعزى: من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا، وهذا إلحاد حقيقة، فإنهم عدلوا عن أسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة.

الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك.

الثالث: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول أخبث اليهود إنه فقير، وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه.

الرابع: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها، كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني ...

الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقولون المشبهون علوًا كبيرًا" (١).

والإلحاد يضاد توحيد الأسماء والصفات. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "الشرك في توحيد الأسماء والصفات نوعان:

أحدهما: تشبيه الخالق بالمخلوق، كمن يقول: يد كيدي، وسمع كسمعي، وبصر كبصري، واستواء كاستوائي، وهو شرك المشبهة.

الثاني: اشتقاق أسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٢).

قال ابن عَبَّاسٍ: يلحدون في أسمائه: يشركون. وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز" (٣).


(١) بدائع الفوائد ١/ ١٩، ١٩٢ باختصار، وانظر للاستزادة تيسير العزيز الحميد ص ٦٤٥.
(٢) الأعراف آية (١٨٠).
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>