للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تجد الفرقة الناجية بارزة فيها" (١).

ودليل ذلك حديث ابن عباس - رضي الله عنها - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

ويلزم من ذلك ألا يقدم رأي أحد على سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بل يقدم النقل والنص الصحيح على العقل والرأي فلا يسلك مسلك أهل الكلام في تقديم العقل على النقل بل إذا لم يوجد للمسألة نص صحيح فيُرجع إلى أقوال السلف ويستنار بفهمهم للكتاب والسنة ويُلتزم ما لزموا ولا يخوض فيما نهوا عنه ولا يجالس أهل الأهواء ولا يجادل أهل البدع بل يأتمر بما أمر الله من هجرهم وعدم مجالستهم كما قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: ٦٨].

قال الشوكاني رحمهُ اللهُ: "وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويريدون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه، فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزيهه عما يلتبسون به، شبهة يشبهون بها على العامة، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" (٣).

وقال الحسن رحمهُ اللهُ: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم" (٤).


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١/ ٣٨.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٩٣ والبيهقي ١٠/ ١١٤ واللفظ له.
(٣) فتح القدير للشوكاني ٢/ ١٢٨.
(٤) شرح أصول الاعتقاد للالكائي ١/ ١٥٠ رقم (٢٤٠)، سنن الدارمي رقم (٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>