للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأولين كانوا يتناقلون بينهم أن صالحي البشر أفضل من الملائكة من غير نكير منهم لذلك، ولم يخالف أحد منهم في ذلك، إنما ظهر الخلاف بعد تشتت الأهواء بأهلها وتفرق الآراء فقد كان ذلك المستقر عندهم" (١)، وقال: "وقد كان السلف يحدثون الأحاديث المتضمنة فضل صالح البشر على الملائكة وتروى على رؤوس الناس ولو كان هذا منكرًا لأنكروه فدل على اعتقادهم ذلك" (٢).

ونقل عنه تلميذه ابن القيم: "أنه سئل عن صالحي بني آدم والملائكة أيهما أفضل؟ فأجاب بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية والملائكة أفضل باعتبار البداية، فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى منزّهين عما يلابسه بنو آدم، مستغرقون في عبادة الرب ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير حال صالحي البشر أكمل من حال الملائكة ثم قال: "وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه" (٣).

قال العلامة محمد السفاريني:

وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر

قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترى (٤)

وسئل الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله:

أيهما أفضل الملائكة أم الصالحون من البشر؟

فأجاب بقوله: "هذه المسألة وهي المفاضلة بين الملائكة وبين الصالحين من


(١) الفتاوى ٤/ ٣٧٠، ٣٦٩.
(٢) الفتاوى ٤/ ٣٧١.
(٣) بدائع الفوائد ٣/ ١٦٣ ولوامع الأنوار للسفاريني ٢/ ٣٩٨.
(٤) لوامع الأنوار ٢/ ٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>