للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عمر في القدرية: "لو أنفقوا ما في الأرض ذهبًا ما تقبل منهم حتى يؤمنوا بالقدر" (١).

وقال الحسن البصري: "إن صاحب البدعة لا يقبل له صوم ولا صلاة ولا حج ولا عمرة ولا صدقة ولا جهاد ولا صرف ولا عدل" (٢).

وفي بدائع الفوائد: "من خط القاضي أبي يعلى: قال أبو الفرج الهمداني سمعت المروزي يقول: سئل أحمد عما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله احتجز التوبة عن صاحب بدعة وحجب التوبة إيش معناه؟ فقال أحمد: لا يوفق ولا يُيسر حب بدعة لتوبة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة لما قرأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هم أهل الأهواء والبدع ليست لهم توبة"" (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا قال أئمة المسلمين كسفيان الثوري أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها، ومعنى قولهم "أن البدعة لا يتاب منها": أن المبتدع الذي يتخذ دينًا لم يشرعه الله ورسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنًا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنًا؛ لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه أو أنه ترك حسنًا مأمورًا به أمر إيجاب أو أمر استحباب ليتوب ويفعله فما دام يرى فعله حسنًا وهو سيء في نفس الأمر فإنه لا يتوب ولكن التوبة ممكنة وواقعة بأن يهديه الله ويرشده حتى يتبين له الحق كما هدى سبحانه وتعالى من هدى من الكفار والمنافقين وطوائف أهل البدع والضلال وهذا يكون بأن يتبع من الحق ما علمه ... " (٤).


(١) السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ٢/ ٤١٢، الشريعة للآجري ص ٢٠٥.
(٢) الشريعة للآجري ص ٦٤.
(٣) بدائع الفوائد ٤/ ٤٨.
(٤) مجموع الفتاوى ١٠/ ٩، التحفة العراقية ١/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>