للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرسل فقطعها. رواه ابن وضاح في كتابه فقال: سمعت عيسى ابن يونس يقول: أمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة.

قال عيسى بن يونس: وهو عِنْدَنا من حديث ابن عون عن نافع: "أن الناس كانوا يأتون الشجرة، فقطعها عمر -رضي الله عنه-".

فإذا كان هذا فعل عمر -رضي الله عنه- بالشجرة التي ذكرها الله تعالى في القرآن، وبايع تحتها الصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فماذا حكمه فيما عداها من هذه الأنصاب والأوثان، التي قد عظمت الفتنة بها، واشتدت البلية بها؟.

وأبلغ من ذلك: أن رسول -صلى الله عليه وسلم- هدم مسجد الضرار. ففي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فساد منه كالمساجد المبنية على القبور فإن حكم الإسلام فيها أن تهدم كلها حتى تسوى بالأرض. وهي أولى بالهدم من مسجد الضرار وكذلك القباب التي على القبور يجب هدمها لأنها أسست على معصية الرسول؛ لأنه قد نهى عن البناء على القبور. كما تقدم. فبناء أسس على معصيته ومخالفته بناء غير محترم. وهو أولى بالهدم من بناء الغاصب قطعًا.

وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدم القبور المشرفة كما تقدم، فهدم القباب والبناء والمساجد التي بنيت عليها أولى وأحرى؛ لأنه لعن متخذي المساجد عليها، ونهى عن البناء عليها، فيجب المبادرة والمسارعة إلى هدم ما لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعله. والله عزَّ وجلَّ يقيم لدينه وسنة رسوله من ينصرهما، ويذب عنهما. فهو أشد غيرة وأسرع تغييرًا" (١).

قال الإمام أبو بكر الطرطوشي: "انظروا -رحمكم الله تعالى- أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمونها، ويرجون البرء والشفاء من قبلها، ويضربون


(١) إغاثة اللهفان ص ١/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>