للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البِركة بالكسر مجمع الماء، ومجمع الماء يتميز عن مجرى الماء بأمرين: الكثرة. والثبوت (١).

فالبركة تجمع بين وصف الزيادة ووصف الثبوت واللزوم.

والتبرك شرعًا: طلب البركة بفعل أو اعتقاد.

قال ابن سعدي: "إن العلماء اتفقوا على أنه لا يشرع التبرك بشيء من الأشجار والأحجار والبقع والمشاهد وغيرها فإن هذا التبرك غلو فيها وذلك يتدرج إلى دعائها وعبادتها وهذا هو الشرك الأكبر" (٢).

* الدليل من السنة: عن أبي واقد الليثي قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحنين ونحن حديثو عهد بكفر، فمررنا على شجرة يضع المشركون عليها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط (٣)، فقلنا يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكبر قلتم كما قال أهل الكتاب لموسى عليه السلام: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} " ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم ستركبون سنن من كان قبلكم" (٤).

قال ابن القيم: "فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إلهٍ مع الله تعالى، مع أنهم لا يعبدونها، ولا يسألونها. الظن بالعكوف حول القبر، والدعاء به ودعائه، والدعاء عِنْدَه؟ فأيُّ نسبةٍ للفتنة بشجرة إلى الفتنة


(١) مختار الصحاح (ب ر ك)، مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ١٨٥. وانظر القول المفيد ط ١ - ١/ ١٩١.
(٢) القول السديد ص ٤١.
(٣) ذات أنواط: اسم لشجرة بعينها كانت للمشركين، ينوطون بها سلاحهم أي: يعلقونه بها، ويعكفون حولها، انظر: النهاية (ن و ط).
(٤) أخرجه أحمد (٢٢٢٤٢)، والترمذي (٢١٨٠) وقال حديث حسن صحيح، والطيالسي في مسنده رقم (١٤٤٣) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>