للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يذهب هؤلاء؟ فقيل: يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله فهم يصلون فيه، فقال: "إنما أهلك من كان قبلكم بمثل هذا، كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم، ويتخذونها كنائس وبيعا، فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمض ولا يتعمدها" (١).

وروى ابن سعد في الطبقات عن نافع قال: "كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها الرضوان فيصلّون عندها، قال: فبلغ عمر بن الخطاب فأوعدهم وأمر بها فقُطعت" (٢).

وفي التيسير "قال ابن وضاح: سمعت عيسى بن يونس يقول: "أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي -صلى الله عليه وسلم - فقطعها، لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة. قال عيسى بن يونس: وهو عندنا من حديث ابن عون عن نافع (٣): أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر -رضي الله عنه-" (٤).

وفي مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية قال: "لما فتحنا "تُسْتُر" وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرًا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل قرأه من العرب، قرأته مثل ما أقرأ القرآن، فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت: فما صنعتم بالرجل قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة،


(١) المصنف لابن أبي شيبة ٢/ ٣٧٦ قال ابن تيمية في التوسل والوسيلة ص ٢٠٣ إسناده صحيح، وأشار ابن حجر في فتح الباري إلى أنه ثابت عن عمر -رضى الله عنه-.
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/ ١٠٠، والمصنف لابن أبي شيبة ٢/ ٣٥٧.
(٣) وقد رواه ابن سعد في الطبقات عن نافع. انظر الطبقات ٢/ ١٠٠.
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>