للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس والبخور؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر" (١).

وقال الإمام الذهبي -رحمه الله- في شأن التشبه بالكفار في أعيادهم: "فبئس المربي أنت أيها المسلم إذا لم تَنْهَ أهلك وأولادك عن ذلك، وتُعرِّفهم أن ذلك عند النصارى، لا يحلُّ لنا أن نشاركهم ونشابههم فيه ... وكل من علم شيئًا وعمل بخلافه عاقبه الله يوم القيامة، ويجب على وليِّ الأمر القيام في ترك هذا بكل ممكن، فإن في بقائه تجرّيًا لأهل الصليب على إظهار شعارهم ... فينبغي لكل مسلم أن يجتنب أعيادهم، ويصون نفسه وحريمه وأولاده عن ذلك، إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر" (٢).

والإعانة على التشبه والمشاركة فيه تفضي إلى الميل إلى الكفار وموافقتهم واتباعهم ومحبتهم وموالاتهم (٣) والتشبه القليل يفضي إلى الكثير قال الذهبي -رحمه الله-: "وفعل اليسير من ذلك يجر إلى الكثير" (٤). قال حذيفة -رضي الله عنه-: "من تشبه بقوم فهو منهم ولا يشبه الزي الزي حتى يشبه الخُلُقُ الخلق".

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا يشبه الزيُّ الزيَّ حتى تشبه القلُوبُ القلوبَ" (٥).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن المشاركة في الهدي الظاهر: تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس، فإن اللابس لثياب أهل العلم -مثلًا- يجد من نفسه نوع انضمام إليهم،


(١) مجموع الفتاوى ٢٥/ ٣١٩، ٣٢٠.
(٢) تشبه الخسيس بأهل الخميس ص ٣١، ٣٢.
(٣) الاقتضاء ١/ ٤٨٨.
(٤) تشبه الخسيس بأهل الخميس ص ٣٧.
(٥) تشبه الخسيس بأهل الخميس ص ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>