للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا ما أصلح أولها. ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم، ونقص إيمانهم عوضوا ذلك بما أحدثوه من البدع والشرك وغيره، ولهذا كرهت الأمة استلام القبر وتقبيله، وبنوه بناء منعوا الناس أن يصلوا إليه" (١).

وقال الألباني رحمه الله: "ومما يدخل في ذلك دخولا أوّليًا ما هو مشاهدٌ اليوم في المدينة المنورة، من قصد الناس دبر كل صلاة مكتوبة قبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - للسلام عليه والدعاء عِنْدَه وبه، يرفعون أصواتهم لديه، حتى ليضجّ المسجد بهم، ولا سيما في موسم الحج، حتى لكأن ذلك من سنن الصلاة! بل إنهم ليحافظون عليه أكثر من محافظتهم على السنن ... ولا أحد منهم ينكر، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وواأسفا على غربة الدين وأهله، وفي مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ينبغي أن يكون أبعد المساجد - بعد المسجد الحرام - عما يخالف شريعته عليه الصلاة والسلام" (٢).

والبدع التي يتعلق بها العامة عِنْدَ قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

- إطالة القيام عِنْدَ القبر النبوي للدعاء لنفسه مستقبلًا الحجرة (٣).

- استقبال القبر في الصلاة مع استدبار الكعبة (٤).

- الاستسقاء بالكشف عن قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره من الأنبياء والصالحين (٥).

ومن البدع المتعلقة بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (شد الرحل لزيارة قبره) وقد بسطت الكلام عنه في باب (شد الرحال).


(١) اقتضاء الصراط المستقيم، ص ١٧٥.
(٢) أحكام الجنائز ص ٢٢٣.
(٣) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٣٨٦. أحكام الجنائز الألباني ص ٢٦٦ رقم ٢٣٥، وانظر بحث ذلك في باب الدعاء تحت عنوان: "هيئة الداعي عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -".
(٤) أحكام الجنائز الألباني ٢٦٥ رقم ٢١٧، وانظر تفصيل ذلك في الرد على البكري ١/ ٨٨.
(٥) أحكام الجنائز الألباني ٢٦٧ رقم ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>