للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن منظور في لسان العرب: "والتمثال: الصورة، والجمع التماثيل. ومثّل له الشيءَ: صوره حتى كأنه ينظرُ إليه. ومثلتُ له كذا تمثيلًا إذا صورْت لهُ مِثاله بكتابةٍ وغيرها. وظل كل شيءٍ تمثالُهُ، ومثَّل الشيءَ بالشيءِ: سواه وشبَّهَهُ به، وجعله مثله، وعلى مثاله.

والتمثال: اسم للشيء المصنوع مشبهًا بخلق من خلق الله تعالى، وأصله من مثلت الشيء بالشيء إذا قدرته على قدره، ويكون تمثيل الشيء بالشيء تشبيهًا به واسم ذلك المُمَثّل تمثال" (١).

* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧)} [الأحزاب: ٥٧].

قال عكرمة: "نزلت في المصورين" ذكره البغوي، في تفسيره (٢) وابن كثير (٣)، ورواه أبو نعيم في الحلية.

* الدليل من السنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "قَالَ اللهُ -عز وجل- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً (٤)، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ


(١) لسان العرب لابن منظور (م ث ل)، مادة: مثل. انظر للاستزادة التنوير فيما ورد في حكم التصوير ص ١١، ١٢.
(٢) انظر: تفسيرالبغوي ٣/ ٥٤٣، عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧)} [الأحزاب: ٥٧].
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٥١٧، عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧)} [الأحزاب: ٥٧].
(٤) الذرة بفتح المعجمة وتشديد الراء واحدة الذر، وهو صغار النمل ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة، والمراد بالحبة حبة القمح، بقرينة ذكر الشعير، أو الحبة أعم. والغرض تعجيزهم، تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق جماد، وهو أهون، ومع ذلك فلا قدرة لهم على شيء منه. وقد يشكل هذا الحديث فيقال: كيف يجمع بين

<<  <  ج: ص:  >  >>