للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي حاتم.

فهذا القول ونحوه هو معنى الآية، فالاستدلال بها على صحة علم التنجيم استدلال على ما يعلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام بما لا يدل عليه لا نصًا ولا ظاهرًا، وذلك أفسد أنواع الاستدلال، فإن الأحاديث جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإبطال علم التنجيم وذمه" (١).

وقال: "فإن قلت: إن المنجمين قد يصدقون بعض الأحيان.

قيل: صدقهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة مرة، وليس في صدقهم مرة ما يدل على أن ذلك علم صحيح كالكهان" (٢).

ومن شُبه المنجمين: قوله تعالى عن إبراهيم {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} [الصافات: ٨٨ - ٨٩]. وليس في هذا ما يدل على صحة علم أحكام النجوم فإن إبراهيم عليه السلام إنما بعث إلى الصابئة المنجمين مبطلا لقولهم مناظرا لهم على ذلك.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "فإن قيل على هذا: فما فائدة نظرته في النجوم؟ قيل: نظرته في النجوم من معارض الأفعال ليتوصل به إلى غرضه من كسر الأصنام كما كان قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: ٦٣]. فمن ظن أن نظرته في النجوم ليستنبط منها علم الأحكام، وعلم أن طالعه يقضي عليه بالنحس، فقد ضل ضلالًا بعيدًا. ولهذا جاء في حديث الشفاعة الصحيح أنه عليه السلام يقول: "لست هناكم ويذكر ثلاث كذبات كذبهن" وعدها العلماء قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٤٥٠.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>