للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهو أول ما يُؤمر به من يريد الدخول في الإسلام النطق بالشهادتين، فتبين من هذا أن توحيد الإلهية هو مقصود دعوة الرسل. وسمي بذلك لأن الألوهية وصف الله تعالى الدال عليه اسمه تعالى (الله) فالله: ذو الألوهية.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "ويسمى هذا النوع توحيد الإلهية لأنه مبني على إخلاص التأله وهذا أشد المحبة لله وحده وذلك يستلزم إخلاص العبادة" (١).

وقال الشيخ ابن قاسم رحمه الله: "توحيد الألوهية هو إخلاص العبادة لله وحده بجميع أفراد العبادة" (٢).

وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تألُّه لقلب لله بالحب والخضوع والانقياد له وحده لا شريك له، فيجب إفرادُ الله تعالى بها، كالدعاء والخوف والمحبة، والتوكل والإنابة، والتوبة، والذبح، والنذر، والسجود، وجميع أنواع العبادة فيجب صرف جميع ذلك لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئًا مما لا يصلح إلا لله من العبادات لغير الله، فهو مشرك ولو نطق بـ "إله إلا الله"، إذ لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص (٣).

* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء: ٢٥].

وكل رسول يبدأ دعوته لقومه بالأمر بتوحيد الإلهية كما قال نوح وهود وصالح


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٣٨.
(٢) حاشية الأصول الثلاثة ص ٣٢.
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٧٥، حاشية الأصول الثلاثة ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>