للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من جهة نفسه وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين" (١).

قال ابن قاسم - رحمه الله -: "وكل ما أطلق الإحسان، فإنه يدخل فيه الإيمان، والإسلام، فإن الإسلام والإيمان والإحسان دوائر، أوسعها دائرة الإسلام، ثم يليها في السعة الإيمان، ثم أضيقها الإحسان، كدوائر، كل واحدة منها محيطة بالأخرى.

ومعلوم: أن من كان في دائرة الإحسان، فهو داخل في الإسلام والإيمان وإذا خرج عن الأولى، فهو داخل في الثانية، وهي دائرة الإيمان، وإذا خرج عنها فهو داخل في الثالثة. وهي دائرة الإسلام، ومن خرج عن هذه الدوائر الثلاث، فهو خارج إلى غضب الله وعقابه، وداخل في دوائر الشيطان، والعياذ بالله.

فظهر بالتمثيل بهذه الدوائر: صحة قول من قال، كل محسن مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا محسنًا، فلا يلزم من دخوله في الإسلام، أن يكون داخلا في الإحسان والإيمان، وليس المراد: أن من لم يكن في الإحسان، والإيمان، أن يكون كافرًا، بل يكون مسلمًا، ومعه من الإيمان ما يصحح إسلامه، لكن لا يكون مؤمنًا الإيمان الكامل، الذي يستحق أن يثنى عليه به، فإنه لو كان مؤمنًا الإيمان الكامل، لمنعه من المعاصي والمحرمات.

وقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أعطيتهم وتركت فلانًا، وهو مؤمن. فقال: "أو مسلم".

وقال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" الحديث.


(١) انظر مجموع الفتاوى ٧/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>