للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقف فاستحق الترك.

وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث" (١).

وقال الحافظ ابن عبد الهادي: "إنه حديث غير صحيح لا ثابت، بل هو حديث ضعيف الإسناد جدًا، وقد حكم عليه بعض الأئمة بالوضع" (٢).

وقال الشيخ الألباني: "ومما يؤيد ما ذهب إليه العلماء من وضع هذا الحديث وبطلانه أنه يخالف القرآن الكريم في موضعين منه:

الأول: أنه تضمن أن الله تعالى غفر لآدم بسبب توسله به -صلى الله عليه وسلم-،والله عزَّ وجلَّ يقول: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)} [البقرة: ٣٧]. وقد جاء تفسير هذه الكلمات عن ترجمان القرآن ابن عباس -رضي الله عنهما- بما يخالف هذا الحديث، فأخرج الحكم (٣/ ٥٤٥) عنه: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ... } قال: أي رب! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال: بلى. أي رب! ألم تسكنّي جنتك؟ قال: بلى. قال: ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى. قال أرأيت إن تبت وأصلحت، أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: بلى. قال: فهو قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وقد قيل في تفسير هذه الكلمات: إنها ما في الآية الأخرى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} [الأعراف: ٢٣]. وبهذا جزم السيد رشيد رضا في تفسيره (١/ ٢٧٩). لكن أشار ابن كثير (١/ ٨١) إلى تضعيفه، ولا


(١) مجموع الفتاوى: ١/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٢) الصارم المنكي ص ٦٠، ٦١. ط. إدارة البحوث العلمية والإفتاء ..

<<  <  ج: ص:  >  >>