للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى والاعتماد في الأمور عليه، وتفويض كل ذلك إليه بعد استفراغ الوسع في السعي فيما بالعبد الحاجة إليه من أمر دينه ودنياه على ما أمر به من السعي" (١).

وقال ابن رجب رحمه الله: "هو صدق اعتماد القلب على اللهُ عزَّ وجلَّ في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكِلة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه" (٢).

وعرّفه ابن رجب أيضا بقوله: "التوكل هو قطع الاستشراف باليأس من المخلوقين كما قال الإمام أحمد واستدل عليه بقول إبراهيم عليه السلام لما عرض له جبرائيل في الهواء وقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا" (٣).

وقال الحسن رحمه الله تعالى: "توكل العبد على ربه: أن يعلم أن الله هو ثقته" (٤).

وقال ابن القيم رحمه الله: "التوكل عمل القلب وعبوديته اعتمادًا على الله وثقة به والتجاء إليه وتفويضًا إليه ورضاه بما يقضيه لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها" (٥).

وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "هو إسناد العبد أمره إلى الله وحده لا شريك له في جميع أموره الدينية والدنيوية" (٦).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "صدق الاعتماد على الله عزَّ وجلَّ، في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب التي أمر الله بها" (٧).


(١) شرح ابن بطال للبخاري ٩/ ٤٠٨.
(٢) جامع العلوم والحكم ص ٤٠٩.
(٣) من نور الاقتباس ص ٧٦. جامع العلوم والحكم ص ٤٣٩.
(٤) جامع العلوم والحكم ص ٤٠٩.
(٥) الروح لابن القيم ص ٣٤٣، وانظر زاد المعاد ٤/ ١٥.
(٦) الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص ٦، ٧.
(٧) المجموع الثمين لابن عثيمين ١/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>