للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونقل عن شيخ الإسلام قوله: ولذلك لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه ما لا يشاء، ولا يستقيم أيضا من الجهمية النفاة لصفات الرب جل وجلاله، ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الإثبات" (١).

الثانية: إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.

الثالثة: رسوخ القلب في مقام توحيد التوكل.

فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده؛ بل حقيقة التوكل توحيد القلب، فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول، وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل (٢).

الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه وطمأنينته به والثقة بتدبيره، كما قال بعض العارفين: "المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي إليه إلا ثدي أمه، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه" (٣)، ولذلك قال ابن القيم: "التوكل معنى يلتئم من أصلين: الثقة، والاعتماد، وهو حقيقة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة: ٥] " (٤).

الخامسة: حسن الظن بالله عزَّ وجلَّ.

قال ابن القيم: "والتحقيق أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه؛ إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به، ولا التوكل على من لا ترجوه والله أعلم" (٥).

وفي الحديث القدسي قال الله عزَّ وجلَّ: "أنا عند ظن عبدي بي" (٦) وقال -صلى الله عليه وسلم- قبل


(١) مدارج السالكين ٢/ ١١٨.
(٢) مدارج السالكين ٢/ ١٢٠.
(٣) المصدر نفسه ٢/ ١٢١.
(٤) مدارج السالكين ١/ ٧٥.
(٥) مدارج السالكين ٢/ ١٢١.
(٦) أخرجه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>