للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)} [المائدة:٤٤]،وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:٤٥]،وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:٤٧].

* الدليل من السنة: أخرج ابن ماجه في سننه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا معشر المهاجرين: خمس إن ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن - وذكر منها -: وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزك الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" (١). وفي رواية: "وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر" (٢).

وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وإذا خرج ولاة الأمر عن هذا (٣) فقد حكموا بغير ما أنزل الله، ووقع بأسهم بينهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم" وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول، كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا، ومن أراد الله سعاد جعله يعتبر بما أصاب غيره، فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه" (٤).

وقال الشنقيطي رحمه الله: "الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاما غير نظام الله، وتشريعا غير


(١) أخرجه ابن ماجه (٤٠١٩) والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٤٠) قال البوصيري في الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به ... وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وانظر الصحيحة (١٠٦).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠٩٩٢) قال المنذري: وسنده قريب من الحسن، وله شواهد، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره (٧٦٥).
(٣) أي عن الحكم بالكتاب والسنة.
(٤) مجموع الفتاوى ٣٥/ ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>