للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الربيع: "سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن يرقى بكتاب الله، وما يعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ فقال: نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله أو ذكر الله، فقلت: وما الحجة في ذلك؟ قال: حجة، فأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكًا أخبرنا وذكر الأثر السابق وقول أبي بكر: ارقيها بكتاب الله، فقلت للشافعي: فإنا نكره رقية أهل الكتاب، فقال: وأنتم تروون هذا عن أبي بكر ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافه، وقد أحل الله جل ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا أو أخلف" (١).

وأما كلام أهل العلم الذين كرهوا رقية أهل الكتاب إنما كرهوها لأمرين:

١ - احتمال أن تكون رقيتهم بما بُدِّل.

٢ - احتمال أن يرقوا برقية لا يُعرف معناها.

وقالوا أيضًا: أن الأثر المذكور عن أبي بكر مرسل فقد رواه الإمام مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وعمرة بنت عبد الرحمن لم تدرك أبا بكر، ثم إن قوله: "ارقيها بكتاب الله" فيه غموض وإجمال، وسبب آخر كذلك أنهم غير مأمونين في استخدام الطلاسم والأمور الشركية والشعوذة، ويضمرون العداء لأهل الإسلام ويوقعون بهم ضررًا، وقالوا أيضًا: إن الذهاب إليهم تعظيم لأمرهم، وعند المسلمين غنية عنهم لكن إن صحت الرقية وكانت بكتاب الله وذكره فإنهم لا يستطيعون تبديلها؛ لأنهم إن بدلوها لا تؤدي المطلوب وتبطل رقاهم ولا يلتفت إليهم أحدًا" (٢).

وقال الحافظ ابن حجر: "والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال" (٣).


(١) الأم ٧/ ٢٢٨، والبيهقي ٩/ ٣٤٩، وعون المعبود شرح حديث رقم (٣٤٠٣).
(٢) انظر كتاب العين والرقية للشيخ عطية محمد سالم ص ٦٥، ٦٦.
(٣) فتح الباري ١/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>