للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠] " (١). يريد بذلك المراءاة بالأعمال الصالحة.

وقال ابن القيم: "وأما الشرك الأصغر؛ فكيسير الرياء والتصنع للخلق ... إلخ" (٢).

وقال الشيخُ سليمان بن عبد الله: "ففسر الشرك الأصغر باليسير من الرياء فدل على أن كثيره أكبر ... " (٣).

ومن الأدلة على ذلك حديث معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اليسير من الرياء شرك" (٤).

وقال ابن عثيمين: "الرياء من الشرك الأصغر؛ لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله، وقد يصل إلى الأكبر، وقد مثَّل ابن القيم للشرك الأصغر فقال: "مثل يسير الرياء" وهذا يدل على أن الرياء كثيره قد يصل إلى الأكبر" (٥).

وتارة يطلقون عليه الشرك الخفي. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "سمي الرياء شركًا خفيًا، لأن صاحبه يظهر أن عمله لله، ويخفي في قلبه أنه لغيره، وإنما تزين بإظهاره أنه لله بخلاف الشرك الجلي. وفي حديث محمود بن لبيد الذي تقدم في باب الخوف من الشرك تسميته بالشرك الأصغر. وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله، الشرك الأصغر رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص، وابن جرير في التهذيب. والطبراني والحاكم وصححه. فظاهره أنه من


(١) تعظيم قدر الصلاة للمروزي ٢/ ٥٧٢.
(٢) مدارج السالكين ١/ ٣٤٤، ٣٧٣.
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٥٣٧.
(٤) أخرجه الحاكم (١/ ٤)، (٤/ ٣٢٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٤٦١٢) رقم (١٠٤٦)، وابن ماجه (٣٩٨٩).
(٥) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٩٢٦. وانظر ٢/ ٢٣٥، ٢٣٦، ٩/ ١١٤، ١١٥، من المجموع وأيضًا القول المفيد ط ١ - ٢/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>