للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسلم وغيره: "من وجد ملجأ فليعذ به". لكن لو قال أعوذ بالله ثم بفلان وهو ميت فهذا شرك أكبر لأنه لا يقدر على أن يعيذك" (١).

* في الحديث قوله: "أعوذ بكلمات الله" وكلمات الله من صفاته فكلام الله صفة غير مخلوق فيستعاذ بالصفة كالاستعاذة بالأسماء ومثله "أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك ... "، ومثله حديث "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" فيجوز الاستعاذة بها كما يجوز القسم بها.

قال ابنُ تَيمِيَّةَ في كتاب الفرقان: "وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر هي التي كون بها الكائنات فلا يخرج بر ولا فاجر عن تكوينه ومشيئته وقدرته، وأما كلماته الدينية وهي كتبه المنزلة وما فيها من أمره ونهيه فأطاعها الأبرار وعصاها الفجار" (٢).

وقال ابن باز: "الكلمات معناها: أي كلمات الله النافذة الكونية التي لا راد لها. وقال بعض السلف المراد بالكلمات: الشرعية وكلمات القرآن لأنها كلمات عظيمة شريفة وهي كلام الله وكل هذا حق وكلها وصف له سبحانه فكلامه الكوني نافذ وكلامه الشرعي أفضل الكلام" (٣).

* تجب إعاذة من استعاذ بالله تعظيمًا له جل شأنه، وقد جاء في الحديث: "من استعاذكم بالله فأعيذوه" قال في عون المعبود: ("من استعاذكم بالله" أي: طلب الإعاذة مستعيذًا بالله من ضرورة أو جائحة حلت به أو ظلم ناله أو تجاوز عن جناية (فأعيذوه) أي: أعينوه وأجيبوه فإن إغاثة الملهوف فرض) (٤).


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٨٠٤، ٨٠٥. وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٣٣٣.
(٢) الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان ص ١٥٠.
(٣) من شرح الشيخ على كتاب التوحيد.
(٤) عون المعبود ١٤/ ١٢، وانظر باب (السؤال بالله).

<<  <  ج: ص:  >  >>