للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عافيتك هي أوسعُ لي وفي آخره: "أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلماتُ، وصلُح عليه أمرُ الدنيا والآخرة: أن يَحُلَّ عليَّ غضبُك، أو ينزل بي سخطك، لك العُتبى حتى ترضي، ولا حول ولا قوة إلا بالله" (١) والحديث المروي في الأذكار "اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد - وفي آخره - أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض" (٢).

وفي حديث آخر "أعوذ بوجه الله الكريم، وباسم الله العظيم وبكلماته التامة، ومن شر السّامة واللّامة، ومن شر ما خلقت أي ربِّ، ومن شر هذا اليوم ومن شر ما بعده ومن شر الدنيا والآخرة" وأمثال ذلك في الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة أو الحسان.

فالجواب: أنَّ ما ورد من ذلك فهو في سؤال ما يُقرِّب إلى الجنة، أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنع من الجنة، فيكون قد سأل بوجه الله وبنور وجهه ما يُقرِّبُ إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح "اللهم إني أسألك الجنة وما يقرب إليها من قولٍ أو عمل، وأعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل".

بخلاف ما يختصُّ بالدنيا، كسؤاله المال والرزق والسعة في المعيشة رغبةً في الدنيا، مع قطع النظر عن كونه أراد بذلك ما يعينه على عمل الآخرة فلا ريب أن الحديث يدلُّ علي المنع من أن يسأل حوائج دنياه بوجه الله.

وعلي هذا: فلا تعارض بين الأحاديث، كما لا يخفي، والله أعلم" (٣).


(١) أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء (١٠٣٦) وهو في المجمع للهيثمي (٦/ ٣٥).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٨٠٢٧) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١١٧) وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف مجمع علي ضعفه.
(٣) فتح المجيد ص ٥٤٧، ٥٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>