للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال مطرف: "لو حبست الريح عن الناس لأنتن ما بين السماء والأرض"" (١).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "لا يجوز سب الريح بل تجب التوبة عند التضرر بها وهو تأديب من الله تعالى لعباده، وتأديبه رحمة للعباد، فلهذا جاء في حديث أبي هريرة مرفوعا: "الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وكونها قد تأتي بالعذاب لا ينافي كونها من رحمة الله وعن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لا تلعنوا الريح، فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة إليه" رواه الترمذي وقال غريب" (٢).

ويقاس علي تحريم سب الريح سب الشمس (٣) أو السحاب وأمثالهما من كل مخلوق لا يملك أن يفعل شيئًا إلا بأمر الله سبحانه وتعالى (٤)، ولا يَرِدُ علي هذا الباب من له إرادة وتصرف كبني آدم فإنه يجوز سبهم إذا كان بحق (٥).

قال السعدي: "وهذا نظير ما سبق في سب الدهر أراد أن ذلك الباب عام في سب جميع حوادث الدهر وهذا خاص بالريح، ومع تحريمه فإنه حمق وضعف في العقل والرأي، فإن الريح مصرفة مدبره بتدبير الله وبتسخيره فالساب لها يقع سبه علي من صرفها، ولولا أن المتكلم بسب الريح لا يخطر هذا المعنى في قلبه غالبا لكان الأمر أفظع من ذلك، ولكن لا يكاد يخطر بقلب مسلم" (٦).


(١) تيسر العزيز الحميد ٦٨٢.
(٢) تيسير العزيز الحميد ٦٨١.
(٣) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٩٦٥. وانظر الفول المفيد ط ١ - ٣/ ١٤٠.
(٤) مجموع فتاوي ابن عثيمين ١٠/ ٩٦٨. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ١٤٠.
(٥) انظر: فتح الباري ١٠/ ٥٨١، ١٤٢.
(٦) القول السديد ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>