للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام وكذا الاستعانة بالأموات أو الاستعانة بالغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم" (١).

وجاء أيضًا: "إن الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته" (٢).

وجاء في موضع آخر من فتاوى اللجنة: "إن الاستعانة بالجن والملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله" (٣).

وقد لخص الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أحكام الاستعانة فقال: "هي أنواع:

الأول: الاستعانة بالله وهي: الاستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول {إِيَّاكَ} وقاعدة اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركا مخرجا عن الملة.

الثاني: الاستعانة بالمخلوق على أمر قادر عليه، فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا


(١) فتاوى اللجنة ١/ ١٠٣.
(٢) فتاوى اللجنة ١/ ٩٦.
(٣) فتاوى اللجنة ١/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>