للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ" قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَة وَالْعَهْدِ (١).

قَالَ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: "إِنَّ الله نَظَرَ فِي قُلُوَبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - خَير قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ الله حَسَنٌ وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ الله سَيِّئٌ" (٢).

وعنه - رضي الله عنه - قال: "من كان منكم متأسيا فليتأسى بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا علي الهدى المستقيم" (٣).

قال الطحاوي في متنه المشهور: "وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان" (٤).

وقال الهيثمي معلقًا علي كلام الطحاوي: "فبغض الصحابة كلهم وبغض بعضهم من حيث الصحبة لا شك أنه كفر" (٥).

وقال ابن الصلاح - رحمه الله -: "للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة" (٦).


(١) أخرجه البخاري (٣٦٥١)، ومسلم (٢٥٣٣).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٣٦٠٠).
(٣) أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ٢/ ٩٧.
(٤) متن العقيدة الطحاوية ١٨ مكتبة ابن تيمية.
(٥) الصواعق المحرقة ص ٣٨٠.
(٦) مقدمة ابن الصلاح ص ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>